للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ناصر الدين المشذالي وابن راشد القفص- اهـ ملخصًا.

قلت: وسيأتي بها ترجمة أبي العباس النقاوسي شيخ عبد الرحمن الثعالبي، وهو غير هذا فتحققه.

٦٤ - أحمد بن عمر بن محمد بن عاشر الأندلسي (١).

نزيل سلا الولي الزاهد الشهور، صاحب الكرامات والمناقب والأحوال الباهرة، حتى قال ابن عرفة: ما أدركت مبرّزًا في زماننا هذا إلا أبا الحسن المنتصر وأحمد بن عاشر نزيل سلا- اهـ.

قال الشيخ ابن صعد في النجم الثاقب: كان أحد الأولياء الأبدال معدودًا في كبار العلماء، مشهورًا بإجابة الدعاء، معروفًا بالكرامات، مقدَّمًا في صدر الزهاد، منقطعًا عن الدنيا وأهلها ولو كانوا من صالحي العباد، ملازمًا للقبور في الخلاء التصل ببحر مدينة سلا، منفردًا عن الخلق لا يفكر في أمر الرزق، له أخبار جليلة وكرامات عجيبة مشهورة.

ممن جُمِعَ له العلم والعمل وألقى عليه القبول من الخلق، شديد الهيبة عظيم الوقار، كثير الخشية طويل التفكر والاعتبار، قصده السلطان أبو عنان، وارتحل عام سبعة وخمسين فوقف ببابه طويلًا فلم يأذن له، وانصرف وقد امتلأ قلبه من حبه وإجلاله، ثم عاد للوقوف ببابه مرارًا فما وصل إليه، فبعث له بعض أولاده بكتاب كتبه إليه يستعطفه لزيارته ورؤيته، فأجابه بما قطع رجاءه منه وأيس من لقائه واشتدّ حزنه وقال: هذا وليّ من أولياء اللَّه حجبه اللَّه عنّا، وذكره العلامة أبو عبد اللَّه بن الخطيب السلماني بها (نفاضة الجراب) فقال: ولقيت من أولياء اللَّه بسلا الولي الزاهد الكبير المنقطع العزيز فرارًا عن زهرة


(١) ذكره ابن قنفذ في شرف الطالب (ألف سنة من الوفيات) ٨٣. وذكره الونشريسي في المصدر نفسه ١٢٤، وحدد سنة وفاته ٧٦٤ هـ، ولكن الرواية الأولى أصح بحكم العاصرة، وفي لقط الفرائد في المصدر المذكور ص ٢١١ تأييد للونشريسي.
وقد ترجم له صاحب جذوة الإقتباس ١/ ١٣٥ وزعم أن اسمه أحمد بن محمد بن عمر، وقد ورد في شجرة النور الزكية ١/ ٢٣٣: أحمد بن عمر. انظر درة الحجال ١/ ١٤٨، كتاب الوفيات لابن قنفذ ٣٦٥.

<<  <   >  >>