للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث والفقه وأصول الدين، وتوفى سنة تسع وسبعين وسبعمائة. هكذا في رحلته، وزاد في وفياته شيخنا الفقيه المحقق، له شرح حسن على قواعد عياض وشرح بيوع ابن جماعة، لازمت درسه بفاس في الحديث والفقه والأصولين (١) - اهـ.

أخذ عن الحافظ السطي وأبي الحسن بن فرحون المدني والقاضي الفشتالي، وعنه الإمام الشاطبي، والصالح عمر الرجراجي وغيرهم، وذكره صاحب المنهل في مناقب الأربعين الصلحاء من الطبقة الثانية فقال: الإمام العالم العامل ذو العقل الكامل والطبع الفاضل التائب المتقي ثم الفقيه المفتي، نخبة الأقران والأتراب الحاج المبرور أحمد القبّاب، ممن عرف بالدين والفضل وعدّ في طبقة العلماء العاملين، حسنت توبته وبانت فضيلته، رحل وحجَّ ولقي فضلاء أهل العلم والفضل والصلاح وانتفع بهم، سيرته سيرة أكابر متقدمي الفضلاء من الدأب على العلم قراءة وتكسب الطيب، مع التقشف وترك الدنيا والتواضع للخاصة والعامة، مع خفض جناح الرحمة للضعفاء، لقي سيدي أحمد ابن عاشر وأمثاله وتبرك بهم ومازال على حالته- اهـ.

ومن تأليفه اختصار (أحكام النظر) لابن القطان أسقط فيه الدلائل والاحتجاج وشرحه على القواعد في غاية الإتقان، وله مباحث مشهورة مع الإمام الشاطبي في مسألة مراعاة الخلاف في المذهب أحسن فيها غاية (الإحسان) (٢)، ونقل عنه البرزلي في ديوانه، ووصفه بالعلم والصلاح، ويذكر أنه لما حجّ اجتمع في تونس بابن عرفة، فأوقفه ابن عرفة على ما كتب من مختصره الفقهي وقد شرع في تأليفه، فقال له صاحب الترجمة: ما صنعت شيئًا، فقال له ابن عرفة: ولم؟ قال لأنه لا يفهمه المبتدئ ولا يحتاج إليه المنتهي، فتغير وجه الشيخ ابن عرفة، ثم ألقى على صاحب الترجمة مسائل فأجابه عنها، ويقال: إنّ كلامه هذا هو الحامل لابن عرفة على أن بَسَطَ العبارة في أواخر المختصر ولين الاختصار واللَّه أعلم.


(١) كذا. وفي كتاب الوفيات لابن الخطيب ص ٣٧٢: والأصلين.
(٢) الزيادة من عندنا ليستقيم الكلام.

<<  <   >  >>