للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفي سنة ٤٨٥ فقال الأمير: " .... نظام الملك قوام الدين، غياث الدولة رِضى أمير المؤمنين، أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق، يُعرف بين العجم بالبزرك، ومعناه: العظيم، سمع الكثير، وحدّث وأملى بخراسان جميعها، وبالثغور وبقوهستان وغيرها من البلاد، وسمعت منه إملاءً بالري، وسمعت منه بنواحي خت وبقراءة غيري، وكان ثقة ثبتًا متحريًّا فهمًا عالمًا".

وكان سفراء الخلفاء إلى الملوك إنّما يُختارون من مشاهير العلماء، وقد اجتمع في الأمير العلم والإعراق في الإمارة، ولم تذكر له مباشرةٌ للإمارة سوى هذه السفارات، ويظهر أنّ الخليفة لقّبه بالأمير سعد الملك ليكون ذلك أرجى لنجاحه في سفاراته، وهل لقّبه أيضًا بالوزير، فقد كان يُعرف بذلك كما سلف من شيرويه؟

لم تكن سفارات الأمير ورحلاته في البلدان لتشغله عن العلم، فقد رأيتَ حاله مع نظام الملك، ومرّ بك قول شيرويه في حال الأمير في همذان. وقال الأمير في باب (بَرهان وبُرهان) عن "تهذيب مستمر الأوهام": "قال الخطيب: برهان بن سليمان السمرقندي الدبُّوسي ــ بتشديد الباء ــ وهذا وهم؛ لأنّه الدبُوسي بتخفيف الباء، دَبُوسية بلدٌ بين كشانية وكرميلية (عند ياقوت: كرمينية) ... دخلته وحدّثت به، وسمع الجماعة من أهل العلم مني به".

* الأمير والأدب:

للأمير كتاب (مفاخرة القلم والسيف والدينار) ذكره صاحب "كشف الظنون"، وقال: "أوله: اللهم إنّا نسألك إلهام ذكرك ... إلخ" وله مقاطيع من