للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٦ - عامة الألفاظ اللغوية المفسرة فيه إنّما هي واردة في الأشعار التي يفسرها، وفي ذلك أعظم فائدة لتحقيق ضبط الكلمة ومعناها وموضع استعمالها، ومن أمثلة ذلك أنّ في "تاج العروس شرح القاموس" (وق ي): "التقيا: شيء يتقي به الضيف أدنى ما يكون" فأخذ هذه العبارة صاحب "أقرب الموارد"، وزاد فضبط "التَّقْيا" بفتح التاء وسكون القاف، وفي هذا الكتاب ص (٤٢٤): "وأنشد: قَرانا التُّقَيَّا بعدما هبّت الصبا" ثم قال: "التقيا: شيء يُقراه الضيف يتقي به الأذى، بقدر ما تقول: أطعمته شيئًا". فبان بوزن الشطر الذي أورده أن ضبط "أقرب الموارد" خطأ، واتضح معنى الكلمة، وثبتت عربيتها؛ لأنّها في "التاج" غير منسوبة إلى كتاب ولا إمام.

٧ - يوجد فيه من الألفاظ اللغوية أو الصِّيَغ ما لا يوجد في المعاجم المطبوعة، من ذلك ما في ص (٤٧٤) لعدي بن زيد:

ووطيد مستعل سيبه ... عاقد الأيام والدهر يُسنّ

قال: "الوطيد الملك"، ولم نجد هذا في المعاجم، ولا هناك مظنة لتصحيف أو تحريف.

ومن ذلك أنّه أنشد في ص (٥٧٦) لأبي النجم:

عيرًا يُكَدّ ظهرُه بالأفْوُقِ ... حمارَ أهِلِ غير أن لم ينهَق

ثم قال: "أي يكد بالذل، فواقًا بعد فواق". وهذا يعطي أن الأفوق جمع فواق، ولم نجده في المعاجم.

وأثمن من هذا وأجدى أنّ فيه مواضع يتبين بها خطأ أصحاب المعاجم وتصحيفهم، منه ما في ص (٤٤٦) أنشد لابن مقبل: