للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن التركماني (١): «رواه ابن المبارك عن عبيد الله بإسناده، فقال فيه: للفارس سهمين وللراجل سهمًا. ذكره صاحب «التمهيد»».

أقول: وهذه معتبة أخرى على ابن التركمانى، إذ لم يذكر أن صاحب «التمهيد» إنما رواه من طريق الرمادي عن نعيم (٢)! والله المستعان.

العاشر: حماد بن سلمة. قال الدارقطني (ص ٤٦٨) (٣): «حدثنا أبو بكر النيسابوري، نا أحمد بن يوسف السُّلَمي، نا النضر بن محمد بن موسى اليمامي، نا حماد بن سلمة ... أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسهم للفارس سهمًا وللفرس سهمين. خالفه حجاج بن المنهال عن حماد، فقال: للفارس سهمين وللراجل سهمًا».

أقول: حماد كثير الخطأ، إنما ثبَّتوه فيما يرويه عن ثابت وحميد. وكلام الحنفية فيه شديد، كما تراه في ترجمته من قسم التراجم (٤)، وأولى روايتيه بالصحة ما وافق فيه الثقاتِ الأثباتَ.

وفي الباب مما يدل على أن للفرس سهمين ولصاحبه سهمًا.

في «نصب الراية» (ج ٣ ص ٤١٦) عن الطبراني في «الأوسط» (٥): «ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا هشام بن يونس، عن أبي معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسهم له يوم


(١) «الجوهر النقي» (٦/ ٣٢٥). وانظر «التمهيد» (٢٤/ ٢٣٦).
(٢) لم يروه ابن عبد البر بإسناده.
(٣) (٤/ ١٠٤).
(٤) رقم (٨٥).
(٥) رقم (٥٥٥٨) وفيه: «يوم حنين»، تصحيف.