للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويَرِيبني أيضًا منه تحمُّسُه لهذا القول؛ فقد روى (ج ٢ ص ٢٣) (١) عن ابن أبي عمر بسندٍ واهٍ إلى أبي سعيد الخدري، أنّه سأل عبدا لله بن سلام عن الأثر الذي في المقام، فقال: "كانت الحجارة ... وذكر الخبر، وفيه في ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - : "فصلّى إلى الميزاب وهو بالمدينة، ثمّ قدم مكة، فكان يصلي إلى المقام ما كان بمكة".

وقد روى الفاكهي (٢) هذا الخبر كما ذكره الفاسيّ في "شفاء الغرام" (ج ١ ص ٢٠٦)، ولم يَسُقْ الفاسيّ سنده ولا متنه بتمامه، إنّما ذكر قطعة منه، هي بلفظها في رواية الأزرقي. ثم قال: "وفيه أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم مكة من المدينة، فكان يصلّي إلى المقام، وهو مُلْصَقٌ بالبيت، حتّى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".

أسقط الأزرقيّ في روايته قوله: "وهو ملصق بالبيت حتّى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعل موضعها: "ما كان بمكة".

وقال في (ج ٢ ص ٢٧) (٣): حدّثني محمد بن يحيى قال: حدّثنا سُليم بن مسلم عن ابن جريج عن محمد بن عبّاد بن جعفر عن عبدا لله بن صفوان قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبد الله بن السائب العابديّ ــ وعمر نازلٌ بمكة في دار ابن سباع ــ بتحويل المقام إلى موضعه الذي هو فيه اليوم، قال: فحوَّلَه ثم صلّى المغرب، وكان عمر قد اشتكى رأسه، قال


(١) (٢/ ٣٠) ط. رشدي ملحس.
(٢) في "أخبار مكة" (١/ ٤٤٢). وفي إسناده شيخ الفاكهي: عبد الله بن شبيب الربعي، أخباري ضعيف. انظر "لسان الميزان" (٤/ ٤٩٩).
(٣) (٢/ ٣٥).