للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٩)

[ل ١٣/ب] الحمدُ لله رافعِ أعلامِ الحقِّ على رغمِ كلِّ مُعانِد، ومُظهرِ أنصارِ دينِه على أعدائه من كلِّ قائمٍ وقاعِد. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا (١) عُبَيده ونبيُّه الذي بالهدى ودينِ الحق أرسَلَه، شهادةً تُبلِغُ المتحقِّقَ بها أعلى المشاهد. اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على نبيِّك الأكرم سيِّدنا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أئمةِ الهدى في جميع المصادر والموارد.

أما بعد، فيا عبادَ الله، أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، فإنَّ تقواه سببُ الفوز بأشرف المقاعد. وأَقْلِعُوا عن الاشتغال بدار الزُّور والمِحال، فإنَّما الدنيا سرابٌ بائد. ومرِّنوا أنفسكم على الطاعات، ودَعُوا شِدَّةَ الكدِّ في الأطماع، فإنما هي تمويهٌ فاسد. واستعمِلُوا أنفسكم في عبادة الله وطاعاته، ليستعملكم في خيرات مرضاته، فإنَّ الخيرَ إلى الخير قائد. وحافظوا على الفرائض والسُّنن تخلُصوا من العقاب، وتنالوا أكبرَ الفوائد.

وإيَّاكم والحرامَ والشُّبهاتِ، فإنَّها سببُ غضبِ الجبَّار، ومن يُغضِبْه فقد وقَع في أخطرِ الشدائد. وإذا فعلتم الخير فتمِّموه وحَسِّنوه، ولا تَدَعُوه ناقصًا، فإنَّ الله لا يقبل الناقصَ إلَّا مِن جاهِد. وإيَّاكم والتهاونَ بالمحرَّمات، فإن التهاونَ بها شأنُ كلِّ جاحد. وربما أدَّاكم استحقارُها إلى استحلالها، ومن استحلَّ حرامًا صريحًا فهو كافر مارد.


(١) في الأصل: "محمد".