للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بابٍ من أبوابها سددتَه بالمجاهدات؟ (١)

فاستمعوا ــ وفَّقني الله وإياكم ــ الموعظةَ، واعملوا بها. فشرُّكم من لم تنفعه الموعظةُ (٢) وإنْ أجرى (٣) لها العبرات، وصعَّد (٤) الزَّفرات. وقد بقيت من شهركم هذا بقيةُ ليالي (٥) صالحات، فيها ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ لمن أدركتْه ملازمًا للطاعات، ولعلها شرٌّ من ألفِ شهرٍ على من صادفَتْه منهمكًا في الخطيئات (٦). فأكرِهوا أنفسَكم على مشاقِّ الخيرات، وافطموها عن مراضع الهلكات (٧)، لتفوزوا برضوان ربِّ الأرض والسَّماوات.

الحديث: في "الصحيحين" (٨) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إنَّ رجالًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أُرُوا ليلةَ القدر في المنام في السبع الأواخر،


(١) "يا هارب النار ... بالمجاهدات" مكانها في المسودة: "والنار أقرب إلى من كان على هذه الصفات إلَّا (في الأصل: إلى) أن يتغمده برحمته خالق المخلوقات. ويا خائف النار، كيف لا تترك موجباتها من الموبقات؟
(٢) في المسودة: "المواعظ".
(٣) في المسودة: "أسال".
(٤) في المسودة: "وصعد لها".
(٥) في المسودة: "شهركم الكريم ليالي".
(٦) "لمن أدركته ... الخطيئات" مكانها في المسودة: "في الطاعات من الأشهر المعدودات. ألا، وإن من مرَّت عليه وهو في طاعة كانت له خيرًا من ألف شهر في الطاعات. ومن مرَّت عليه وهو في معصية كانت شرًّا عليه من ألف شهر في المعاصي والسيئات".
(٧) في المسودة: "وجنبوها موارد الهلكات".
(٨) البخاري (٢٠١٥) ومسلم (٢٨١٨).