للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعتْ، ولا خطَرَ على قلبِ بشَر، فضلًا من الله وإحسانًا، وعفوًا وغفرانًا، وجودًا وامتنانًا.

ها أنتم في الأشهُر الحُرُم المعظَّمة، في أشهُرِ الحجِّ المحرَّمة، في عَشْر ذي الحجة المكرَّمة، التي أقسَم الله بها في كتابه، وأعدَّ لصائمها وقائمها جزيلَ ثوابه. فواظِبوا (١) فيها على الطاعات، وأكثرِوا من الصدقات، وتوبوا من جميع السِّيئات، لتفوزوا بالخيرات والبركات، في الحياة وبعد الوفاة (٢).

الحديث: رُوي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما من أيامٍ أحبُّ إلى الله أن يُتعبَّد له فيها من عشر ذي الحجة. يَعدِلُ صيامُ كلِّ يومٍ منها بصيام سَنة، وقيامُ كلِّ ليلة منها بقيامِ ليلةِ القدر" (٣).

هذا، وإنَّ أبدعَ الكلام وأحسنَه، وأجزلَه وأمتنَه، وأبلغَه وأتقنَه= كلامُ من لا يأخذه سهوٌ ولا سِنة. والله سبحانه يقول: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨]. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ


(١) هنا رسم الفعل بالظاء على الصواب.
(٢) هنا كتبها بالتاء المربوطة مع أن قرائن السجع الأخرى بالمفتوحة، خلافًا لما سبق في الخطبتين (٣، ١٠).
(٣) أخرجه الترمذي (٧٥٨) وقال: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل ... ". وللجزء الأول شاهد من حديث ابن عباس عند البخاري (٩٦٩).