للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤٢)

[ل ٤٧] الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم، وشرَّفنا باتباع صراطِه المستقيم. أحمدُه سبحانه وتعالى حمدَ مؤمنٍ موقنٍ في إيمانه، مخلصٍ في توحيده وإيقانه. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تنزَّه عن النقص وانفرَدَ بالكمال، ليس كمثله شيء في الذات والصفات والأفعال.

وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه ورسولُه، أرسله بالهدى ودين الحق، فأبلَغَ ما أرسَلَه به على أبلغِ مِنوالٍ مع الأمانة والصدق.

اللهم فصلِّ على هذا النبيِّ الكريم سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسَلِّم.

أما بعد ــ عبادَ الله ــ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حقَّ تقاتِه، وجِدُّوا واجتهدوا في طلبِ مرضاته. واعلموا ــ رحمكم الله ــ أنما هذه الدنيا دارُ كسبٍ وعملٍ، فمن أحسَنَ نجا (١)، ومن أساءَ فقد وقع في الزلل. فقصِّروا آمالكم، وكثِّروا أعمالكم، واغتنمُوا أعماركم، وسابِقُوا آجالكم. واجعلوا الموتَ نصب أعينكم، وتوقَّعُوه في جميع أحوالكم. ثم اعملوا له ولِما بعدَه، ولْيبذلْ كلٌّ منكم الاستعدادَ جهدَه؛ فإنَّ كلَّ أحدٍ منكم مستيقنٌ بموته، غيرُ عالمٍ بطول عمره. وكلُّ مؤمن يعلم ما بعد الموت من الجزاء، لأهل الطاعة ولأهل الاعتداء؛ فكلٌّ على أعماله محاسَب، وكلُّ مسيءٍ معذَّب معاقَب.

وقد أوجب الله تعالى عليكم ما أوجَبَ، وحرَّم عليكم ما حرَّم، وندَبَ لكم


(١) رسمها في الأصل: "نجى".