للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٤٥)

[ل ٥١] الحمدُ لله الملكِ العزيزِ القهَّار. بارئِ السماوات وكواكِبها، والأرض وبحارها وأشجارِها والأنهار. خالقِ البشر من طين، والجانِّ من مارجٍ من نار. مُولجِ النهار في الليل والليل في النهار. وما من دابَّةٍ في الأرض إلا وعلى الله رزقُها من دوابِّ الجوِّ والبَرِّ والبحار.

أحمده سبحانه وتعالى على نِعَمِه الشاملة، وأشكره على ألطافه الكاملة، وأسأله الرحمةَ والمغفرةَ، فإنه هو الرحيم الغفار. وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه، بالهدى ودين الحق أرسلَه. اللهم فصلِّ وسلِّم على رسولك، سيِّدنا محمد وآله الأطهار وأصحابه الأبرار.

أما بعد، فأوصيكم ــ عبادَ الله ــ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله حقَّ تقاته، واجتهدوا في طلب مرضاته، وحَذارِ من معصيته حَذارِ!

كيف تعصُونه، وهو من العدَمِ برَأَكم وصوَّركم، وشقَّ لكم الأفواه والأسماعَ والأبصار؟ وجعل لكم قلوبًا تعقِلكم عن المحرَّمات، وعقولًا تحدوكم إلى الطاعات، وعرَّفكم سبيلَ الأخيار من سبيل الأشرار.

ولم يزل يتودَّد إليكم بالنِّعَم، ويخوِّفكم بقوارع النِّقَم، وأنتم راكضون في المعاصي ركضَ الجوادِ في المضمار!

تُمَنِّيكم الدنيا زُورًا، ويعدكم الشيطانُ غرورًا، كأنكم واثقون بامتداد الأعمار! هذا هاذمُ اللذَّات بين أظهركم يغدو ويروح، وله كلَّ حينٍ زَورةٌ