للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنَّ أشقَى الناس مَن استعمل نِعَمَ الله في عصيانه، وأنفقَ عمرَه في هواه لِهَوانه، وصرَفَ أوقاتَ كَسْبِه في اكتسابِ العذاب، وأعرَضَ عن أسباب الثواب.

ألا، وهذه أشهرُ الحجِّ المباركة، وأوانُ الرَّحيلِ إليه، وإنَّ الحجَّ ركنٌ من أركان الإسلام أوجبه الله تعالى على كلِّ مستطيع.

والاستطاعةُ اليوم تحصل بنحو العشرين ريالًا، ما عدا نفقة الأهل. نَولُ السفينة قريبُ ثلاثة ريال (١)، وزاده فيها قريبُ ريالين، فهي خمسة ريال ذَهابًا ومثلها إيابًا، وعشرة ريال يصرفها في الحج.

ومن كان عاجزًا فعليه الاستنابة. ومن مات ولم يحُجَّ وجبت الاستنابةُ من تركته. فإنْ لم يترك مالًا فيُستحبُّ لوليِّه الحجُّ، أو الإحجاجُ عنه.

فمن وجد ذلك (٢) ثم ثبَّطه الشيطانُ، فهو على شَفا جُرُفٍ هار، فانتبِهُوا يا عبادَ الله، وفَّقَنا الله وإياكم.

الحديث: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَن أراد الحجَّ فليعجل" (٣)، وسئل - صلى الله عليه وسلم - : ما يُوجب الحجَّ؟ قال: "الزاد والراحلة" (٤). والله سبحانه وتعالى


(١) كذا ورد هنا وفيما بعد على لغة العامة.
(٢) يعني الزاد.
(٣) أخرجه أبو داود (١٧٣٢) وابن ماجه (٢٨٨٣) من حديث ابن عباس.
(٤) أخرجه الترمذي (٨١٣) وابن ماجه (٢٨٩٦) من حديث ابن عمر. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وقد ضعَّفه الشافعي في "الأم" (بولاق ٢/ ٩٩) فيما حكاه عن أهل العلم بالحديث.