للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتمسِّكين بأحكامه بلا ريب ولا جدال، الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيرًا، وأوجب على الناس حبَّهم وكرَّر ذلك لهم تكريرا؛ فصارت موادَدَتُهم (١) كالفرض المحتوم.

وعلى أصحابه الذين اتبعوا كتابَ الله وسنَّتَه، وسلكوا منهاجَه الواضح، وانتهَوا عما نهاهم عنه من جميع الفواضح، وتناهوا (٢) وتناءَوا عن كلِّ منكر مذموم.

فصلِّ وسلِّم اللهمَّ عليه وعليهم صلاةً وسلامًا دائمَين بدوامك، باقيَين ببقائك من يومنا هذا إلى يوم الوقت المعلوم.

أما بعدُ ــ أيها الناس ــ فإنِّي أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى حقَّ تقاته، وأزجُرُكم عن عصيانِه، ومعاداةِ أحبابه، وموادَدَةِ عصاته، ولا تُطمعُوا أنفسَكم من الدنيا في موجود أو معدوم. وعليكم بخشية الله تعالى وطلبِ رضاه، واتباعِ هديه والرضا بقضاه؛ وإياكم وعصيانَه وعدمَ الرضا بالمقسوم.

ابنَ آدم، ما لي أراك تُنصَح فلا تعبأُ بالنصيحة، ولا تربأُ بنفسك عن قبيحة أو فضيحة، ولا تتنحَّى عن إطاعة اللَّعين المرجوم؟

تفعَلُ السيئة، فتحيلُها على ربِّك، [وعن] نفسك تنفيها، وتُنزِّه نفسَك عنها تنزيهًا، وتُعاتِبُ المولى تعالى على خلقِ وإنظارِ اللَّعين المحروم! فهل أجبرَكَ ربُّكَ على فعلِ معاصيه، وأكرهَك على إتيانها، أم هو المباشرُ لها


(١) كذا بفكِّ الإدغام هنا وفيما بعد.
(٢) بقي منه "هو" دون الألف بعدها.