للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خوَّان (١) وأمين، هذا مُفْني كلِّ رخيص وثمين، هذا مذلِّلُ المتجبِّرين، هذا مُخْضِعُ المتكبِّرين، هذا مُهلكُ كلِّ مُعزٍّ ومَهين. {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ} [الأنعام: ١٣٤].

كلَّ يومٍ يصيحُ بك ناعقُه، وتلوحُ لك بوارقُه، وتصيبُ أولياءَك صواعقُه، وتهدِرُ عليك شقاشِقُه، وتتبيَّن عليك حقائقه، وتُرفرِفُ فوقَ رأسِك خوافقُه، وتصيب أعضاءك رواشقُه، ولا نفس إلا تختطفها (٢) بواشِقُه. وتتهدَّدك بوائقه، وتُزَلزِلُ أرضَك طوارقُه، وتحلِّلُ أرتاقَها فواتقُه، وتتَّضح للمتبيِّن طرائقُه. فلا ملِكَ إلا وهو إلى (٣) الحقِّ سائقُه، ولا مؤمِّلَ إلا هو عن أمله عائقُه، ولا أملَ إلا وهو بانحطاطه سابقُه، ولا جمعَ إلا وهو فارقُه، ولا حجابَ إلا وهو خارقُه، ولا إنسان إلا وهو بعين الفتك رامقُه، وما من ذي عنق إلا وهو بساعد الإهانة معانقُه. وأنتم [تسمعون] ما قلتُ لكم، ولا تشكُّون فيما عليه نبَّهتُكم. ألا، وإنَّ بعد الموت [ ... ] والحسابَ والعقابَ وعذاب النَّار، وغضبَ الجبَّار؛ فاتقوا [الله] لعلكم [ترحمون] (٤).

وهذا رجبٌ قد حَطَّ بكم رِحالَه، وإنَّه لَشهرُ العبادة والفضيلة الكاملة، فوفُّوا فيه الطاعة، ولا تخلو فيه من العبادة ساعة، إن كنتم ممن يؤمن بالساعة، ولا تضيعوا أوقاتكم، فقد خابَ مَن كان عملُه الإضاعة.


(١) في الأصل: "خون".
(٢) غير محررة في الأصل.
(٣) رسمها في الأصل: "إلا".
(٤) ظهرت منها التاء فقط.