للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٥٨)

[ل ٥/ب] (١) الحمد لله الذي هدانا لاتباعِ دينه القويم، وجعَلَنا من أمَّةِ حبيبه الكريم، وأرشَدَنا إلى سراطه المستقيم، وأفاضَ علينا باطنًا وظاهرًا غيوثَ نِعَمه، وفضَّلَنا على كثير من خلقِه بفضلِه وكرَمِه.

وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا الله وحده، لا شريك له. وأشهد أنَّ سيِّدنا محمدًا عبدُه ونبيُّه، بالهدى ودين الحق أرسله. اللهم فصلِّ على هذا النبي الكريم مولانا محمد رسولك العظيم، وعلى آله وأصحابه والتابعين.

أما بعد، فأوصيكم عبادَ الله ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله تعالى في السرِّ والعلانية، وآثِروا الدارَ النفيسةَ الباقية على الدار الخسيسة الفانية، واعلموا أنَّ الله تعالى أمَرَنا بأمر عظيم، كرَّم به خاتمَ رسالتِه، ونَدَبَنا إليه فضلًا منه لننالَ به عظيمَ رحمته. قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦].

اللهمَّ فصلِّ وسلِّم على هذا الرسول الكريم، ذي الخلق العظيم: مولانا محمدٍ وعلى جميع إخوانه من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين.

وارضَ اللهمَّ عن أهل بيته الأطهار، المصطفَين الأخيار، الذين قال فيهم: «ألا، إنَّ مَثَلَ أهل بيتي فيكم مَثَلُ سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها هَلَك» (٢)؛ ولاسيَّما سادتُنا أهَلُ الكِسا مصابيحُ الهدى.


(١) في (ل ٥/أ) صورت الخطبة الثانية مكررة.
(٢) حديث ضعيف. انظر تخريجه في «السلسلة الضعيفة» للألباني (٤٥٠٣).