للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما ألممت به، بالألف، ففعل منقول بحرفي النقل جميعا، أي جعلت المرمة مني به، وهي الزيارة اليسيرة، والتعهد. ومصدره: الإلمام. والاسم منه: اللمام، كما قال الطرماح:

حب بالزور الذي لا يرى منه إلا لمحة أو لمام/

وقال الأعشى:

أتهجر غانية أم تلم أم الحبل واه بها منجذم

ومنه اللمم؛ وهو القليل من المعصية والإثم. قال الله عز وجل: (إلاَّ اللَّمَمَ إنَّ رَبَّكَ واسِعُ المَغْفِرَةِ). وكذلك الإلمام، إنما هو الزيارة القليلة. قال الشاعر:

ألمم بزينب، إن الركب قد أفدا قل الثواء لئن كان الرحيل غدا

والعامة تقول فيهما جميعا: لممت، وهو خطأ.

وأما قوله: حمدت الرجل، إذا شكرت له صنيعه، وأحمدته، إذا أصبته محمودا، فإن أصل الحمد رضا فعل الإنسان وقوله، ونحو ذلك في كل شيء وثناؤك عليه به، وإظهاره لغيرك. وحمدته قريب من شكرته، إلا أن الشكر جزاء على ما يسدى إليك، والحمد لله قد يكون على ما لم يسده إليك، وليس بمجازاة، ولكن على ما وجدت فيه، من الفضل والخير، ورضيته منه ومن سيرته. وأكثر اللغويين يظنون الحمد لله هو الشكر بعينه. وإنما أُخذ هذا من أهل التفسير، وهو على التقريب والتشبيه، لا على التحقيق والتحديد.

<<  <   >  >>