للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقال: كبش أملح، ونعجة ملحاء، فيهما بياض. وفي الحديث: "ضحى النبي- صلى الله عليه- أو عق، عن الحسن والحسين، بكبشين أملحين".

وأما قوله: وأنا في رفاهية، وعرفت الكراهية في وجهه، وهو حسن الطواعية لك وهي الرباعية؛ فإن هذه الأسماء والمصادر على وزن فعالية، بتخفيف الياء الزائدة في كلام العرب، وهي أسماء قليلة جدا. والعامة تشدد الياء منها تشبيها بياء النسبة، وليست بها ولا مثلها.

فأما الرفاهية فإنه يقال فيها الرفاهة أيضا، بغير ياء، وهو الأصل المطرد، على بناء فعالة، ومعناها: السعة والخصب في المعيشة، وهي مأخوذة من الرفه، وهو: ورد الإبل الماء كل يوم، كما/ قال "لبيد" في وصف النخل:

يشربن رفها رواء غير صادرة فكلها كارع في الماء مغتمر

وقال "الخليل": لا يقال أرفهنا الإبل، ولكن يقال: القوم مرفعون، وقد أرفهنا إرفاها. وفي الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم "نهى عن الإرفاه". وفسر ذلك على التدهن كل يوم. وإذا كان الرجل في ضيق وشدة فنفست عنه قلت: رفهت عنه ترفيها، على وزن فعلت بالتشديد تفعيلا. والرفاغية أيضا والرفاغة، بالياء وغير الياء، مثل الرفاهية في لفظه ومعناه، لا في الاشتقاق، ولم يذكرها "ثعلب" ومثلهما: الكراهية، وهما مصدران من قولهم: كرهته أكرهه.

<<  <   >  >>