للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبنات، هكذا الاستعمال في المرأة والمرء؛ لأنهما اسمان صحيحان؛ فأما سائر الأسماء التي في أولها ألف الوصل كاسم واست وابن واثنين؛ فإن التعريف يدخل عليها مع تسكين أولها؛ لأنها معتلة محذوفة الأواخر.

وأما قوله: أتانا بجفان رذم، ورذم، ولا تقل رذم؛ أي مملوءة تسيل فإن الرذم بكسر الراء وفتح الذال لفظ العامة وهو خطأ فأما الرذم؛ بضم الراء والذال فجمع: الرذوم، يقال: جفنة رذوم؛ أي كثيرة المرق واللحم، تكاد تنصب من امتلائها. وقال "الخليل": الفعل منه: رذمت ترذم رذما, وقل ما يستعمل إلا بفعل مجاوز نحو أرذمت، وأنشد:

لا يملأ الدلو صبابات الوذم إلا سجال رذم على رذم

قال: والرذم ههنا: الامتلاء، والرذم: الاسم، والرذم: المصدر. وأما رذم، بفتح الراء والذال فجمع: رذام، مثل خادم وخدم، وليس بجمع رذوم. وزعم قوم أن فعلها: رذمت ترذم رذما، وهي رذمة وراذمة.

وأما قوله: ولد المولود لتمام، وتمام، وليل التمام، مكسور لا غير؛ فإن العامة تقول هذا بالفتح لا غيرن والعرب تكسر التمام مع الليل خاصة تقول: ليل التمام، كما قال امرؤ القيس:

فبت أكابد ليل التما م والقلب من خشية مقشعر

وأما قولهم: ولد/ الغلام للتمام؛ فمنهم من يكسره، ومنهم من يفتحه؛ فمن فتحه ذهب به إلى المصدر؛ لأنه يقال: تم الأمر تمام، وهذا تمام حقك، أي وفاء حقك، وكل شيء يراد في المصدر، فالتمام فيه مفتوح كالوفاء. وأما ليل التمام فإنما يعني طول الليل لا تمامه؛ وذلك أن كل ليلة تامة على حدتها، بمقدارها في وقتها، وإنما بعض الليل أطول من بعض، وكذلك الولد الذي يطول حمله في بطن أمه، ولم تنقص شهوره فقد ولد

<<  <   >  >>