للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وله ديوان شعر وقفت عليه، واخترت من غزله في كتابي الموسوم بغزل الظراف ومغازلة الأشراف (١)، فمن ذلك قوله: [الطويل]

وأسمر كالخطّار لونا وقامة ... وكالرّيم إعراضا وجيدا وناظرا

تعلقته للوعد بالوصل مخلفا ... وبالعهد في دين المودّة غادرا

وأصبح يجفوني وما زلت وافيا ... كما راح ينساني وما زلت ذاكرا

إذا قلت قد زالت عوائق هجره ... وجاد بوصل عاد في الحال هاجرا

فيا ربّ إمّا سلوة تذهب الأسى ... وإمّا فؤادا للبليّة صابرا (٢)

وقرأت بخطّ الأديب ياقوت الحمويّ قال: حدّثني القاضي الأكرم ابن القفطي (٣)؛ وزير حلب؛ قال: كنت في موكب القاضي الفاضل، ونحن سائرون؛ إذ عثر القاضي الفاضل والعماد الأصبهانيّ إلى جانبه، فقال مسرعا: سر، فلا كبا بك الفرس، فأجابه القاضي الفاضل من غير توقّف: دام علا العماد، وهذا الابتداء والجواب يقرأ من آخره كما يقرأ من أوّله، وهو عجيب، فإنّ كلّ واحد منهما لو فكّر في هذا يوما ثم أتى به، كان عجيبا. فلله درّهما (٤).

وللعماد من التصانيف: كتاب البرق الشامي (٥) في ثماني مجلّدات، يشتمل على أخبار بني أيوب، من أوّلها إلى حين وفاة صلاح الدّين، والفتح القسّي في الفتح القدسي (٦)، يذكر فيه فتح صلاح الدّين بيت


(١) من مؤلفات علي بن أنجب الساعي، وقد ذكر في مجموعة من مصادر ترجمته منها تاريخ الإسلام للإمام الذهبي:١٣/ ٢٧٨.
(٢) لم نقف على هذه الأبيات في ديوان شعره.
(٣) جمال الدين أبو الحسين علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي المصري الأكرم الوزير صاحب التآليف الشهيرة المتوفى سنة ٦٤٦ هـ‍، ترجمته في: تاريخ الذهبي: ١٤/ ٥٥٣، وسير أعلام النبلاء:٢٣/ ٢٢٧، وبغية الوعاة:١/ ٢١٢.
(٤) الخبر في معجم الأدباء:٢٦٢٦، وفي وفيات الأعيان:٥/ ١٥٠، وفي الوافي بالوفيات:١/ ١٣٨.
(٥) نشرت منه قطعتان بعمان سنة ١٩٨٧ م.
(٦) طبع الكتاب طبعات مختلفة.

<<  <   >  >>