للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما بلاغة الصابي فقد استغني بشهرتها عن ذكرها، وقد مدحه الشّعراء، وأثنى عليه البلغاء، وكان يحفظ القرآن المجيد حفظا يدور على طرف لسانه، وبرهان ذلك في رسائله.

ومن تصانيفه: كتاب التاجيّ في أخبار آل بويه، وكتاب رسائله: نحو ألف ورقة (١)، وكتاب أخبار أهله، وكتاب أخبار شعر المهلّبي، وكتاب ديوان شعره.

إبراهيم بن عليّ بن يوسف، أبو إسحاق الفيروزآباديّ الشّيرازيّ (٢).

إمام أصحاب الشافعيّ في زمانه، وإليه انتهت رياستهم علما ودينا وورعا، وقد انتشر علمه في الآفاق، وجاءته الدّنيا صاغرة فأباها، وزجى عمره على خشونة العيش قانعا باليسير، وبذلك صار ذا جاه عريض عند الملوك والسلاطين، والخاصّ والعامّ، موصوفا بالكمال، منفردا بوفور العلم، وحسن السيرة، وحميد الطريقة، وأكثر علماء الأمصار من تلامذته. وقد ذكرت طرفا من أخباره وسيرته في كتاب المناقب العليّة لمدرّسي النّظامية، وفي كتاب الاقتفاء لطبقات الفقهاء.

ومن شعره قوله في المناجاة: [البسيط]

لبست ثوب الرّجا والناس قد رقدوا ... وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد (٣)

وقلت يا عدّتي في كلّ نائبة ... ومن عليه لكشف الضّرّ أعتمد

ها قد مددت يدي والضّرّ مشتمل ... إليك يا خير من مدّت إليه يد (٤)

فلا تردّنّها يا ربّ خائبة ... فبحر جودك يروي كلّ من يرد


(١) نشر الأمير شكيب أرسلان رسائله وعلق عليها. ومن كتبه المنشورة كذلك: الهفوات النادرة، نشره المجمع العلمي العربي بدمشق.
(٢) ترجمته في: المنتظم:٩/ ٧، وصفة الصفوة:٤/ ٦٦، ووفيات الأعيان:١/ ٢٩، وسير أعلام النبلاء:١٨/ ٤٥٢، والوافي بالوفيات:٦/ ٦٢، وطبقات الشافعية للسبكي: ٤/ ٢١٥، وهدية العارفين:١/ ٨.
(٣) الأبيات في طبقات السبكي:٤/ ٢٢٥.
(٤) في طبقات السبكي: (وقد مددت يدي بالذل مبتهلا).

<<  <   >  >>