للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان أبو حاتم ينسب إلى الميل إلى الأحداث، إلاّ أنه لا يتجاوز المزح. وفي ذلك يقول: [مجزوء الكامل]

نفسي فداؤك يا عبيد الله جلّ بك اعتصامي (١)

فارحم أخاك فإنّه ... نزر الكرى بادي السّقام

وأنله ما دون الحرا ... م فليس يطمع في الحرام (٢)

وروى ابن المرزبان أنّ غلاما جميلا من بني الفحتكان كان يغشى مجلس الشيخ أبي حاتم، فكان يديم النظر إليه، فكتب في ذلك أبياتا وحذفها إليه وهي: [الخفيف]

أنا ناعم من صنيعة ربّي ... ليس لي في الجمال والحسن ثاني

وأرى طرفك المقرّب نحوي ... شاخصا إن حبست حتى تراني

فابذلن ما تحبّ إن كنت صبّا ... كي تنال المنى من الفحتكاني

فنظر الشيخ فيها وكتب في ظهرها: [الخفيف]

ليس يخفى عليك يا قرّة العي‍ ... ن ضميري أو ما طواه لساني

أنا عفّ الضّمير من كلّ فحش ... غير أنّي متيّم بالحسان

لا تظنّنّ بي فسوقا فما يج‍ ... مل فسق بحامل القرآن

ذكره محمد بن إسحاق في كتاب المظهري (٣) وقال: له من الكتب:

كتاب ما يلحن فيه العامّة، وكتاب في النّحو على مذهب سيبويه والأخفش، وكتاب المذكّر والمؤنّث (٤)، وكتاب الشجر والنّبات (٥)، وكتاب المقصور والممدود، وكتاب المقاطع والمبادي، وكتاب الفرق (٦)،


(١) الأبيات في: معجم الأدباء:١٤٠٧، وفي وفيات الأعيان:٢/ ٤٣١، وفي الوافي بالوفيات:١٦/ ١٥. *في وفيات الأعيان وفي الوافي بالوفيات: (نفسي فداؤك يا أبا العباس).
(٢) في وفيات الأعيان وفي الوافي بالوفيات: (فليس يرغب).
(٣) لم نقف عليه ضمن مؤلفاته.
(٤) الكتاب مطبوع.
(٥) في الفهرست: كتاب النبات.
(٦) الكتاب مطبوع.

<<  <   >  >>