للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأسعد العالم بالمال من ... أدّاه للآخرة الباقيه

ما أحسن الدّنيا ولكنّها ... مع حسنها غدّارة فانيه

كانت وفاة الضحّاك هذا في سنة ثلاث وستين وخمس مائة.

[حرف الطاء]

طالب بن محمد بن قشيط، أبو أحمد النّحويّ، يعرف بابن

السّرّاج (١).

مات سنة ستّ وتسعين وثلاث مائة. صنّف كتابا مختصرا في النّحو سمّاه الكافي، وكتاب عيون الأخبار وفنون الأشعار.

طاهر بن أحمد بن بابشاذ، أبو الحسن النّحويّ المصري (٢).

أحد أئمة الأدب في علوم العربيّة وفصاحة اللّسان، جيّد التصنيف، حلو العبارة سلسها. مات بمصر في سنة تسع وستين وأربع مائة. وكان قد رتّب في ديوان الرسائل لإصلاح الكتب الصادرة عنه إلى الآفاق، وجعل له على ذلك في كلّ شهر خمسون دينارا، ثم استعفى من ذلك، وأقام في جامع عمرو بن العاص متزهّدا منقطعا. وصنّف كتابا في النحو سمّاه تعليق الغرفة (٣).

وكان سبب تزهّده وانقطاعه أنه كان إذا قدّم له الطعام ليأكل يجيء سنّور فيقف بين يديه، فإذا ألقى إليه لقما من الطعام لا يأكلها، ولكن يحملها، فتبعه في بعض الأيّام، فرآه يدخل إلى موضع مظلم من الدار، فنظر فإذا هناك سنّور أعمى فيأخذ اللّقم فيلقيها إليه، فقال في نفسه: إنّ الذي يأخذ هذا السّنّور ليأتي ذلك لقوته ولم يهمله لقادر على أن يغنيني عن هذا العالم. ثم لزم منارة الجامع إلى أن سقط في بعض اللّيالي من


(١) ترجمته في: معجم الأدباء:١٤٥٥، وفي الوافي بالوفيات:١٦/ ٣٨٧، وفي بغية الوعاة:٢/ ١٦.
(٢) ترجمته في: المنتظم:٨/ ١٠٣، ومعجم الأدباء:١٤٥٥، وإنباه الرواة:٢/ ٩٥، ووفيات الأعيان:٢/ ٥١٥، وسير أعلام النبلاء:١٨/ ٤٣٩، والوافي بالوفيات:١٦/ ٣٩٠.
(٣) في معجم الأدباء: كتاب التعليق في النحو خمسة عشر مجلدا.

<<  <   >  >>