للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الألسن في تونس والجزائر خاصة بالثناء والإكبار والاحترام.

في هذه الدوحة الطاهرة نشأ وترعرع، وتلقى علومه في سنواته الأولى عن والدته السيدة حليمة التي عُرفت بعلمها وتقواها.

وحفظ القرآن من صغره على يد شيخه عبد الحفيظ اللموشي، كما كان لخاله العلامة محمد المكي بن عزوز الفضلُ في تعليمه وتثقيفه، والعنايةِ به عناية خاصة.

يقول الإمام في مقدمة ديوانه "خواطر الحياة": "نشأت في بلدة من بلاد الجريد يقال لها: "نفطة"، وكان للأدب المنظوم والمنثور في هذه البلدة نفحاتٌ تهب في مجالس علمائها، وكان حولي من أقاربي وغيرهم مَنْ يقول الشعر، فتذوقتُ طعم الأدب من أول نشأتي، وحاولت وأنا في سن الثامنةَ عشرةَ نظمَ الشعر".

* الإمام في مدينة تونس:

في سن الثالثةَ عشرةَ من عمره انتقلت عائلته من "نفطة" إلى مدينة "تونس" في أواخر سنة (١٣٠٦ هـ - ١٨٨٦ م). وانضم إلى (جامع الزيتونة) (١) طالباً للعلم، وهذا هو السبب في انتقال الأسرة إلى العاصمة.

ويُعَدُّ (جامع الزيتونة) في تونس مثل (الجامع الأزهر) في القاهرة، و (جامع القرويين) في المغرب؛ من جهة تهيئة الطالب دينياً وعلمياً وخلقياً إلى أعلى منزلة ومرتبة يصل إليها.

ومن شيوخه في الجامع الأعظم (جامع الزيتونة): خاله الشيخ محمد


(١) وفق ما جاء في (دفتر شهادات التلامذة) أنه اتصل بصاحبه في أوائل شهر رجب سنة ١٣٠٧ هـ.