للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إبادته للأصنام - صلى الله عليه وسلم - (١)

كان العرب على ملة إبراهيم - عليه السلام -، ثم دخلهم الشرك، ومن المعروف في التاريخ أن أول من غيَّر دين إبراهيم، وزَّين للعرب عبادة الأصنام عمرو بن لحي بن عامر، وسبب ذلك -فيما يقال-: أنه دخل مدينة البلقاء من أرض الشام، فرأى قوماً يعبدون الأصنام، ويقولون: هذه أرباب نتخذها، نستنصر بها فننصر، ونستسقي بها فنسقى، وكل من سألها يعطى. فطلب صنماً يدعونه: "هبل"، فسار به إلى مكة، ونصبه على الكعبة، ودعا الناس إلى تعظيمه وعبادته، ففعلوا.

تفشت في العرب عبادة الأوثان، فأقاموا في جوف الكعبة تماثيل، وكان أعظمها عندهم الصنم المسمى بهبل، ووضعوا حول الكعبة نحو ستين وثلاث مئة نصب (على عدد أيام السنة)، واتخذ أهل كل دار من مكة صنماً يعبدونه في دارهم؛ زيادة على ما يعبدون من التماثيل القائمة في الكعبة، والأنصاب الموضوعة حولها.

وللعرب أصنام في غير مكة يبالغون في تعظيمها نحو: "اللات" (٢)،


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" الجزء التاسع من المجلد الثامن - ربيع الأول ١٣٥٥ هـ.
(٢) صنم لثقيف.