للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بها، وإلى هذا يشير الشاعر بقوله:

أجاعل أنت بيقوراً مسلعة ... دريعة لك بين الله والمطر

وقد أبطلت الدعوة المحمدية هذه العادة المنكرة، ووضعت مكانها صلاة الاستسقاء التي هي عبادة لله خالصة.

ومن البلاء: أن ترى أقواماً من العامة في بعض البلاد يتخذون للاستسقاء وسائل تشبه ما يفعله الجاهلية؛ كالخروج ببعض الأناشيد وآلات الطرب، ونحو ذلك من البدع التي لم يضعها الشارع الحكيم وسائل للاستقاء.

ولنسق إلى حضراتكم مثلاً آخر من المزاعم التي حاربها الرسول - عليه الصلاة والسلام -، هو: اعتقادهم بنفع خرزات أو أحجار أو أعضاء بعض الحيوان، فكانوا يعلقونها على أنفسهم لأغراض مختلفة؛ مثل: اجتلاب المحبة، أو المنع من الحمل، أو السلو عن الحب، أو الحفظ من مس الجن. وقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تعليق ما يماثل هذا من التمائم، فقال: "من يعلق تميمة، فلا أتم الله له"، وامتنع - عليه الصلاة والسلام - من مبايعة شخص كانت عليه تميمة، فأدخل الرجل يده فقطعها، فبايعه عند ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "من علق تميمة، فقد أشرك"، وقال: "من علق شيئاً، وكل إليه".

وهذه الأحاديث - وإن وردت في تمائم الجاهلية -، فإن السلف الصالح لم يعرفوا بتعليق التمائم، وإنما كانوا يستشفون بالقرآن الكريم على وجه الرقية كما ثبت في السنة.

وإذا نظرتم إلى هذه المزاعم والعادات التي أبطلتها الدعوة المحمدية، وجدتم بعضها أثراً من آثار عقيدة الشرك، وبعضها إنما هو أثر الجهل