للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووالد عمر، وهو عبد العزلز بن مروان، كان مروان قد استعمله على مصر سنة ٦٥، وبقي في ولايتها إلى أن توفي سنة ٨٥.

وأما أمه، فهي أم عاصم ينت عاصم بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.

* نشأته:

ولد عمر بن عبد العزيز سنة ٦١ هجرية بالمدينة المنورة (١)، وشبَّ في نعيم ورفاهية من العيش، فقد كان أبوه عبد العزيز أميراً على مصر، وعمه عبد الملك تخفق راية خلافته في الشرق والغرب.

حفظ القرآن الكريم، وتلقى علوم الدين من أفاضل الصحابة، مثل: عبادة بن الصامت، وعم أمه عبد الله بن عمر، ثم عن أفاضل التابعين؛ مثل: سعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وروى عن عبيد الله هذا أكثر مما روى عن غيره من أهل العلم، ومن شعر عبيد الله يخاطب عمر ابن عبد العزيز:

أينْ لي، فكن مثلي أو ابتغ صاحباً ... كمثلك إني مبتغ صاحباً مثلي

عزيرٌ إخائي، لاينال مودتي ... من القوم إلا مسلم كامل العقل

وما يلبث الإخوان أن يتفوقوا ... إذا لم يؤلف زوج شكل إلى شكل

وضم إلى علوم الدين علوم اللغة العربية وآدابها، قال - رضي الله عنه -: لقد رأيتني وأنا بالمدينة غلام مع الغلمان، ثم تاقت نفسي إلى العلم، إلى العربية، فالشعر، فأصبت منه حاجتي.

وكان لاتصاله بخاله (أي: عم أمه) عبد الله بن عمر أثر في استقامته،


(١) وقيل: ولد بمصر، وسترى أن والده إنما تولى إمارة مصر سنة ٦٥.