للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العربية إلى علوم الدين.

وفي أيامه نشأ شاعر الأندلس أبو المخشيّ، ومما جرى لهذا الشاعر: أن مدح سليمان بن عبد الرحمن بشعر، ووقع في وهم بعض الناس أنه عرض بأخيه هشام، فتعصب لهشام أحد مريديه، واعتدى على الشاعر، فأتلف بصره، فقصد الشاعر عبد الرحمن، وأنشد بين يديه أبياتاً يقول فيها:

خضعت أم بناتي للعدا ... أن قضى الله قضاء فمضى

ورأت أعمى ضريراً إنما ... مشيه في الأرض لمس بالعصا

فاستكانت ثم قالت قولة ... وهي حرّى بلغت مني المدى

ففؤادي قرح من قولها ... ما من الأدواء داء كالعمى

فأعطاه عبد الرحمن ألفي دينار، وضاعف له الدية.

وكان نقش خاتمه: "بالله يثق عبد الرحمن، ويه يعتصم".

وقد كنت نظمت خلاصة ما تضمنته هذه القصة في موشح تحت عنوان: (صقر قريش)، وإليك هذا الموشح:

خلِّ نفسى الحر تصلى النُّوَبا ... لا تبالي

ليست الأخطار إلا سببا ... للمعالي

* * *

يا مكبّاً بين ظبي أدعجا ... ومهاة

إنما الهمة في حجر الحجا ... كالنبات

أفلا تذبل إذ تقضي الدجى ... في سُبات

فإذا بتَّ تجاري الكوكبا ... في مجالِ