للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن عظماء شباب الملوك: ملك شاه بن ألب أرسلان الملقب بالسلطان العادل، تولّى الملك وهو في سن التاسعة عشرة، أو العشرين، وقد ملك من كاشغر "أقصى مدينة في بلاد الترك" إلى بيت المقدس، وكان مغرماً بالعمران، لهجاً بالصيد، مظفرًا في الحروب، وكانت السبل في أيامه آمنة: تسافر القوافل أو الأفراد مما وراء النهر إلى أقصى الشام من غير خوف ولا رهبة، وأصدق شاهد على إخلاصه في سياسة الأمة: أنه خرج لقتال أخيه أبي سعيد بن ألب أرسلان، واجتاز بمشهد الإمام علي الرضا، فقال في دعائه: "اللهم انصر أصلحَنا للمسلمين، وأنفعَنا للرعية".

ومن عظمائهم: محمد بن ملك شاه، فقد تولى السلطنة وهو في سن العشرين، وسار سيرة حسنة، وكانت له الآثار الجميلة من العدل الشامل، والبرّ بالفقراء والأيتام، وكان ساهرًا على أن تكون عقيدة الأمة سليمة، يخشى أن يدخلها الإلحاد، فتتزعزع قوتها المعنوية، وما تفشّى الإلحاد والإباحية في قوم إلا فقلت الرجولة من نفوسهم، وركب العدو أعناقهم.

ومن عظمائهم: محمود بن محمد بن ملك شاه؛ فقد تولى السلطنة في خلافة المستظهر بالله، وخطب له في بغداد وهو في سن الحلم، وكان هذا السلطان متوقدًا ذكاء، قوياً في العربية، عارفًا بالتواريخ، شديد الميل إلى أهل العلم والفضل، وهو الذي مدحه الشاعر حيص بيص بقصيدته التي يقول فيها:

يا ساري الليل لا جدب ولا فرق ... فالنبت أغيد والسلطان محمود

قيلٌ تألفت الأضداد خيفته ... فالمورد الضنك فيه الشاء السيد

ومن عظمائهم: فنا خسرو عضد الدولة بن بويه، فقد ولّي سلطنة فارس