للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العمل فيما بعدمه".

والمعروف أن النحاة يتكلمون عما تجب له الصدارة في أبواب غير بحث التعليق، فيقولون في باب المبتدأ والخبر: يجب تقديم المبتدأ إذا كان مشتملاً على ماله الصدر، ويجب تقديم الخبر إذا كان متضمناً ماله الصدر (١)، ويذكر بعضهم في هذا الباب بعض ماله الصدارة؛ من نحو: الشرط والعرض والتمني (٢)، ويقولون في باب الجوازم: إن الشرط له الصدارة (٣)، ويقولون في باب كم وكأين: إن كم الخبرية والاستفهامية يلزمان الصدارة.

وقال ابن حاجب في فصل عقده لحروف التحضيض: حروف التحضيض: هلا، وألا، ولولا، ولوما، لها صدر الكلام.

قال المؤلف: "وبينوا بعض الأدوات التي يجب أن يليها فعل، والتي لا يليها إلا اسم، حين أرادوا تفصيل أحكام الاشتغال". المعروف أن النحاة يتكلمون عن الأدوات من جهة ما تتصل به من فعل أو اسم؛ في مواضع غير باب الاشتغال، فقد قالوا في بحث حروف التحضيض هلا وألا ولولا ولوما إنها تلزم الفعل لفظاً أو تقديراً، وقالوا في بحث حروف الاستفهام: إن الهمزة وهل تدخلان على الجملة الاسمية والفعلية (٤)، وقالوا في بحث لو: إنها تختص بالفعل كإن الشرطية (٥).


(١) "الكافية" لابن الحاجب.
(٢) الرضي في "شرح الكافية".
(٣) "الصبان على الاشموني".
(٤) "شرح الرضي للكافية".
(٥) "الخلاصة وشروحها".