للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولي قلمٌ في أنملي إن هززته ... فما ضرَّني أنْ لا أهزَّ المهنَّدا

أما الحكم والأمثال، فكثيراً ما نجدها في بعض مقطوعات، أو في أثناء قصائد مطولة؛ يقول ابن سناء الملك:

وَمنْ يغرسِ المعروف يجني ثمارَه ... فعاجلُه ذِكْرٌ وآخرُه أَجْرُ

وقوله:

ألا إن إقليماً نبتْ بك دارُه ... وإنْ كَثُرَ الإثراء فيه لمعدمُ

وكقول ابن النبيه:

والعمرُ كالكأسِ تستحلى أوائلُهُ ... لكنَّه ربما مُجَّتْ أواخرُهُ

ومما سار مسير المثل قول ابن سناء الملك:

"ولابد دون الشهد من إبر النحل"

وللنسيب في ذلك العهد جولة واسعة، وابتكر فيه بعض الشعراء طرقاً يستبينها الأديب من مطالعة دواوينهم، وقد أعجب الأديب الأندلسي ابن سعيد بطريقة البهاء زهير في هذا الفن من الشعر، وسأله عندما قدم مصر أن يرشده إلى وجه سلوكها، فأشار عليه البهاء بأن يطالع ديواني: الحاجري، والتلعفري، ثم يراجعه بعد ذلك، فغاب ابن سعيد عنه مدة أكثر فيها من مطالعة الديوانين، ثم اجتمعا وتذاكرا، وكان من البهاء أن أنشد شطرًا من بيت هو قوله:

"يا بأن وادي الأجرع"

وقال لابن سعيد: أشتهي أن تكمله، فقال ابن سعيد:

سقيت غيث الأدمع