للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُوَ الدَّيْنُ إِنْ جِئتهُ فَارْتَقِبْ ... نهَارَ الذَّليلِ وَلَيْلَ الْكَئيبِ

وَطَعْمُ الهَوانِ -وَما ذُقْتُهُ- ... أَمَرُّ مِنَ الْمَوتِ قَبْلَ المَشيبِ (١)

[قطب رحى الحرب]

حَياتُكَ مِرآةٌ وأَنْفَسُ ما تَرى ... حِسانٌ مِنَ الْعِرفانِ والْفِكْرُ خاطِبُ

وما الْفِكْرُ إلَّا الرَّأْيُ تَقْدَحُ زَنْدَهُ ... فَتبْصِرُ ما أَخْفَتْ عَلَيْكَ الْغَياهِبُ (٢)

ورُبَّ امْرِئٍ ساواكَ بالرأْيِ وانْزَوَى ... خُمولًا وأَنْتَ المسْتَشارُ المحارِبُ (٣)

بِسَطْوَةِ حَزْمٍ واحْتِدامِ حَماسةٍ ... تُزاحُ خُطوب أَوْ تُتاحُ مآرِبُ (٤)

يُدَبِّرُ شَأنَ الحَرْبِ كُلُّ مَنِ ارْتَدى ... بَإِقْدامِ قَرْمٍ هَذَّبَتْهُ التَّجارِبُ (٥)

وقُطْبُ رَحاها مَنْ يُدبِّرُها وقَدْ ... عَلاهُ مِنَ النَّقْعِ المُثارِ سَحائِبُ (٦)

[العيد]

مَا العيِدُ للشَّعْبِ في تَنْميق أثوابِ ... وَلاَ مُلاقَاةِ إخْوانٍ وأَصْحابِ

وإنما العِيدُ أَنْ يُحيي بَصائِرَهُمْ ... بِنُورِ هَدْيٍ وعِرفانٍ وآدابِ


(١) الهوان: الذل. وقول الشاعر: "وماذقته"؛ أي: طعم الهوان، دليل على سمو النفس وعلوها.
(٢) الزند: العود الذي تقدح به النار. الغياهب: الظلمات، واحدها الغيهب.
(٣) انزوى: انقبض.
(٤) احتدام: اشتداد واشتعال. الخطوب: جمع الخطب، وهو الأمر صغُر أو عظُم.
(٥) القَرْم: الفعل لم يمسه حبل، ولم يحمل عليه، السيد العظيم، جمع قروم.
(٦) القطب: سيد القوم الذي يدور عليه أمرهم. الرحى: الطاحون. النقع: الغبار.