للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما بين السُّطور

أُطالِعُ ما صاغَ الْبَليغُ فَأَقْتَني ... لآلِئَ لا أُحْصي لَهُنَّ حِسابا

وَطَالعَهُ زَيْدٌ وعادَ يَقولُ لمْ ... أَجِدْ مِنْهُ بَحْراً بلْ وَجَدْتُ سَرابا (١)

فَلَمْ يَرَ زيدٌ غَيْرَ ما في سُطوره ... وأَبْصَرْتُ مِنْ بينِ السُّطورِ كِتابا

وأَنْكَدُ ما في الْعَيْشِ صُحْبةُ مَنْ يَرَى ... اللُّبابَ قُشورًا والْقُشورَ لُبابا

[ثوب المذنب كفن]

أَيَا مَنْ خاطَ لي ثَوْباً قَشيباً ... وَقَدْ مُلِئَتْ صَحائفُ مِنْ ذُنوبي

أتصْنَعُهُ بِلا جَيْبٍ، وَهَذا ... يُعَدُّ لَدَى الرِّجاِل مِنَ الْعُيوبِ؟

فَقالَ: أَلَسْتَ في الموتَى، وَمَنْ ذا ... رأَى الأكفانَ تُصْنعُ بالجُيُوبِ؟

تقلّب الزمان

لا تَغْلُ في مَرَحٍ إِذا ... بَسَمَ الزَّمانُ ورَحَّبا (٢)

وَتَلَقَّهُ بِتَجَلُّدٍ ... مَهْمَا جَفاكَ وَقَطَّبا

هُوَ إِنْ تَصِفْهُ مُشَبِّهاً: ... كَالْمِنْجَنَوْنِ تَقَلُّبا (٣)


(١) البحر: ضد البر، قيل سمي به؛ لعمقه واتساعه. السراب: ما يشاهد نصف النهار من اشتداد الحر كأنه ماء، ويضرب به المثل في الكذب والخداع، يقال: "هو أخدع من السراب".
(٢) تغل: غلا في الأمر: جاوز فيه الحد. المرح: شدة الفرح والنشاط.
(٣) المنجنون: والمنجنين: الدولاب التي يستقى عليها.