للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جِيرَةٌ أَصْفَيْتُهُمْ وِدّي وَلا ... يَجِدُ الْمَذْقُ مِنَ الوِدِّ رَوَاجا (١)

قابَلوا وِدِّي بِوِدٍّ وَبَنَوْا ... مِنْ حِفاظِ الوِدِّ لِلْعَهْدِ سِيَاجا

لا أُبالي إِنْ أَنا جاوَرْتُهمْ ... أَفُراتاً كانَ وِرْدي أَمْ أُجاجا (٢)

زَهْرَةُ الدُّنْيا أَخِلَّائي وَلَو ... شَفَّني الْبَيْنُ وَأَعيَاني عِلاجا

[لم أكن بمداج]

" قيلت في مستشفى فؤاد الأول بالقاهرة في ربيع الآخر سنة ١٣٦٨ هـ).

هُوَ ذا الضَّنى أَيْ جارتي يَنقَضُّ مِنْ ... بَيْنِ الجَوانِحِ في أَشَدِّ هِيَاجِ (٣)

يُدْلي الطَّبيبُ مَعَ الطَّبيبِ إلى الحَشا ... سَمَّاعَةً تَصِف انْحِرافَ مِزاجي

فاجاهُمُ نَفَسٌ بِما أَشْكوهُ مِنْ ... وَجَعٍ وأَنْفاسُ الْعَليلِ تُناجي

يَتَهامَسونَ بِلَهْجَةٍ لَمْ أَدْرِها ... فَإِخالُهُمْ هَمَسوا بِعُسْرِ عِلاجي

فَلْتَذْكُريني -إنْ قَضَيْتُ- بِأَنّنَي ... أَرْعى الْعَشيرَ وَلَمْ أَكُنْ بِمُداجي (٤)

الشِتاء والرّبيع

يُعيدُ الشِّتاءُ الْحَيَّ مَيْتاً، أَلا تَرى ... بِهِ الرَّوْضَ في كَفَنٍ مِنَ الثَّلْجِ مُدرَجا (٥)

وَتُرْجِعُ أيامُ الرَّبيعِ حَيَاتَهُ ... وتَكْسوهُ بُرْداً بالزُّهورِ مُدَبَّجا (٦)


(١) المذق: اللبن الممزوج بالماء، ويقصد: الود غير الصافي. الرواج: نفَاق السلعة.
(٢) الفرات: الماء العذب، الأُجاج: الماء المِلح المر.
(٣) الضنى: المرض والهزال. الجارة: ويقصد بها زوجته.
(٤) العشير: القبيلة، الصديق، القريب. المداجي: المداري.
(٥) مدرج: مطوي وملفوف.
(٦) البُرد: الثوب المخطط. مدبّج: مزيّن.