للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَإذا المَجالُ كَأَنَّهُ ... مِنْ ضيقِهِ خُلُقُ الوَليدِ (١)

زجاجات المصوّر

" قيلت في برلين سنة ١٣٣٥ هـ ".

عَذرْتُكَ إِذْ صَوَّرْتَ في نفسِكَ الهُدى ... ضَلالاً وصَوَّرْتَ الضَّلالَ رَشادا

فَإِنَّ زُجاجاتِ المُصَوِّرِ تَقْلِبُ الْـ ... سَّوادَ بَيَاضاً والْبَياضَ سَوادا

[رثاء وزير]

" من قصيدة قيلت في رثاء الوزير التونسي الشيخ محمد العزيز بو عتّور سنة ١٣٢٥ هـ ".

كُلُّ امْرِئٍ برَسولِ الْمَوْتِ مَوْعودُ ... وكُل أُنسٍ بِذاتِ الْبَيْنِ مَحْدودُ (٢)

فَأَحْزَمُ القَومِ مَنْ يَعْنو لَخالِقِهِ ... وَعَزْمُهُ بِعُرى الطَّاعاتِ مَشْدودُ (٣)

فَلَمْ يُثَبِّطْهُ عَنْ فِعْلِ التُّقى تَرَفٌ ... وَمُورِقٌ مِنْ خَصيب الْعَيْشِ أُمْلودُ (٤)

ليْسَ المُدامَةُ في رَأْيِ الحَكيمِ سِوى ... مَرارَةٍ قاءَها في الدَّنِّ عنْقودُ (٥)

سَيَنْجلي الْيَوْمَ ما لَمْ يَدْره فِئَةٌ ... بِالأَمْسِ والزُّهْدُ في الأَحْياءَ مَعْهودُ


(١) الوليد: المولود حين يولد، ويضرب بخلقه المثل في الضيق.
(٢) الأُنس: ضد الوحشة. ذات البين: العداوة والبغضاء.
(٣) يعنو: يخضع. عرى: جمع العروة: ما يوثق به ويعول عليه.
(٤) ثبط: عوّق وبطّأ. مورق: الشجر ظهر ورقه. الأملود: الناعم من الغصون.
(٥) المدامة: الخمر. قاء: ألقى من فيه. الدن: الوعاء، جمع دنان.