للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هُبِّي وَهاتي نَفْحَ أُنْسٍ قَراحْ ... يَشْفي الجِراحْ (١)

[هي ملقى الضدين (٢)]

كُنْ عَذيري إنْ كُنْتَ يَوْماً عَذولا ... لِفَتىً إذْ يَوَدُّ مَوْتاً عَجولا

مَسَّهُ في الحَياةِ ضَيْرٌ فَأَلْقَى ... في هِجاءِ الحَياةِ قَوْلاً ثَقيلا (٣)

رُبَّ خَطْبٍ دَهى امْرَأً وتَلَقَّا ... هُ بِعَزْمٍ فَكانَ ذِكْراً نبَيلا

ونَعيمٍ وافاهُ عَفْواً وَما أَوْ ... لاهُ شُكْراً فَعادَ شَرّاً وَبيلا (٤)

هِيَ مَلْقى الضِّدَّيْنِ حَيْثُ تَرى فيـ ... ـها بَغيضاً تَرى هُناكَ خَليلا

تَبْعَثُ الشَّمْسُ في الهَجيرِ لَهيباً ... فَتُذيعُ الصَّبا نَسيماً عَليلا (٥)

وتُرينا الآفاقُ فَحْمَةَ لَيْلٍ ... فَتُرينا السَّماءُ بَدْراً جَميلا

ويَراعُ الْبَليغِ يُرْسِلُ إنْ شا ... ءَ زُعافاً وَإنْ يَشَأْ سَلْسَبيلا (٦)

زادَ أَكْبادَنا الزُّعاقُ غَليلاً ... فَشَفى النِّيلُ والفُراتُ الْغَليلا (٧)


(١) القراح: الذي لا يشوبه شيء.
(٢) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول من المجلد الخامس عشر.
(٣) الضير: الضر.
(٤) الشر الوبيل: الشديد.
(٥) الهجير: نصف النهار، شدة الحر. الصَّبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش.
(٦) الزعاف: يقال: سم زعاف: قاتل سريعاً. السلسبيل: الماء السهل المساغ.
(٧) الزعاق: الماء المر الغليظ لا يطاق شربه. الغليل: العطش.