للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانون رجلاً، ولم يبق بدري بعد ذلك، ومن قريش والأنصار سبع مئة، ومن سائر الناس عشرة آلاف"، وهذه الرواية لا تشهد للمؤلف في ادعائه أن الثمانين من أهل بدر.

* أمانة صاحب "الأغاني":

قال المؤلف في (ص ٥٦): "ولست في حاجة إلى أن أقص عليك هذه القصة الأخرى التي تمثل لنا عمرو بن العاص، وقد ضاق ذرعًا بالأنصار، حتى كره اسمهم هذا، وطلب إلى معاوية أن يمحوه، واضطر النعمان بن بشير، وهو الأنصاري الوحيد الذي شايع بني أمية إلى أن يقول:

يا سعدُ لا تجب الدعاء فما لنا ... نسبٌ نجيب به سوى الأنصار

نسبٌ تخيّره الإله لقومنا ... أثقلْ به نسباً على الكفار

إن الذين ثووا ببدرٍ منكم ... يوم القليب هم وقود النار

وقد سمع معاوية هذا الشعر، فلام عمرًا على تسرعه ليس غير".

هذه القصة ذكرها صاحب "الأغاني"، وأول ما تجيء الريبة من ناحيته؛ فإن الكاتبين في التعريف بحياته يصفونه بالتشيع (١)، ومنهم من يقول: كان ظاهر التشيع، والمتشيع يضيق ذرعاً بعمرو بن العاص ومعاوية، ويكره اسمهما، ويضاف إلى هذا: أن أهل العلم طعنوا في أمانته، قال ابن الجوزي في "المنتظم": "ومثله لا يوثق بروايته؛ فإنه يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق، ويهون شرب الخمر، وربما حكى ذلك عن نفسه، ومن تأمل كتاب


(١) انظر: "معجم الأدباء" لياقوت، و"عيون التواريخ" لابن شاكر، و"وفيات الأعيان" لابن خلكان، و"الكامل" لابن الأثير.