للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحشرناهم في بعض العصور المتقدمة، لم يأتوا بأحسن مما أتى به نبغاء ذلك العصر، ولم يكن نصيبهم من المؤلف إلا أن يجعل حظهم من الخطأ أكثر من حظه، ويقول عنهم: إن مناهجهم في النقد أضعف من مناهجنا.

لا ينازع أحد في أن المحدثين قطعوا في هذه العلوم شوطاً واسعاً، وأظهروا لها آثاراً أكثر مما أظهر القدماء؛ والذي نقف في بحثه، ولا نمضي عليه في حين غفلة، هو أن المباحث والآراء التي لا تقوم على وسائل مادية محضة؛ كآداب الاجتماع، وعلم ما وراء الطبيعة، ونقد أدب اللسان، لم يبلغ المؤلف وأمثاله من المحدثين أن يكونوا أبصر بها وأصوب نظراً من أولئك القدماء.