للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب

يردن ثراء المال حيث علمنه ... وشرخ الشباب عندهن عجيب

ولو كنا نتحدث إلى غير ذي أذواق سليمة، ونستطيع الإغضاء عن الحقيقة، لرمينا القول كما يرميه المؤلف، وقلنا: في هذه الأبيات مع السهولة إسفاف.

وتجد في هاتين القصيدتين الأبيات أو الأشطار المشبّعة بالغرابة؛ كقوله في الميمية:

سقى مذانب قد زالت عصيفتها ... حَدورها من أتيّ الماء مطموم

وقوله:

يظلّ بالحنظل الخطبان ينقفه ... وما استطف من التنوم مخذوم

وقوله:

إذا تزغم من حافاتها ربع ... حنت شغاميم في حافاتها كوم

وقوله:

"جلذية كافان الضحل علكوم"

وقوله في البائية:

"له فوق أصواء المتان علوب"

فإن كان الجاهلي لا ينظم الشعر سهلاً، ففي شعر علقمة ما يفهمه السوقة حين يجري على لسان المارّ في قارعة الطريق. وإن كان الجاهلي لا ينظمه غريباً، ففي شعر علقمة ما لا يفهمه طالب العلم إلا أن يستعين عليه بمثل "لسان العرب"، أو "القاموس". وإن كان الجاهلي لا يأخذ في