للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المتلمّس

انتقل المؤلف إلى الحديث عن شعر المتلَمِّس.

وقال في (ص ١٧٨): "ومن غريب أمره: أن التكلف فيه ظاهر، ولا سيما في القافية، فيكفي أن تقرأ سينيته التي أولها:

يا آل بكر ألا لله أمكم ... طال الثواء وثوب العجز ملبوس

لتحس تكلف القافية. على أن هذه القصيدة مضطربة الرواية، فقد يوضع آخرها في أولها، وقد يروى مطلعها:

كم دون ميّة من مستعمل قذف ... ومن فلاة بها تستودع العيس"

نقرأ في كتب الأدب الراقية: "أن أبا عمرو بن العلاء يقول: لقيت الفرزدق في المربد، فقلت: يا أبا فراس! أحدثت شيئاً؟ فقال: خذ، ثم أنشدني:

كم دون ميّة من مستعمل قذف ... ومن فلاة بها تستودع العيس

فقلت: سبحان الله! هذا للمتلمس؛ فقال: اكتمها، فلضوالُّ الشعر أحب إليّ من ضوالّ الإِبل" (١).


(١) "الموشح" للمرزباني.