للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعرف لهم مؤلِّفاً في السياسة، ولا مترجماً، ولا نعرف لهم بحثاً في شيء من أنظمة الحكم، ولا أصول السياسة، اللهم إلا قليل لا يقام له وزن إزاء حركتهم العلمية في غير السياسة من الفنون".

ظل المؤلف مستهتراً بشهوة فصل الإسلام عن وظيفة إصلاح السياسة، فرأى أن من المقدمات المساعدة له على هذا الغرض مخاتلةَ نفس القارئ، وأخذها إلى الاعتقاد بأن زعماء الإسلام أو علماءه أهملوا النظر في أنظمة الحكم وأصول السياسة.

لم يكن حظ المسلمين من علم السياسة سيئاً، ولا وجودها بينهم كان أضعف وجود، وعرفنا لهم في السياسة مؤلفات شتى:

اطلعوا على كتاب "السياسة" لأفلاطون (١)، الذي عربه حنين بن إسحاق (٢)، وترجم بعض فصوله أيضاً أحمد بن يوسف الكاتب (٣) المتوفى سنة ٣٤٠ هـ (٤)، وكتاب "السياسة" تأليف قسطا بن لوقا البعلبكي (٥)، وكتاب


(١) فيلسوف يوناني (٤٢٧ - ٣٤٧ ق. م) من مؤلفاته: "السياسة".
(٢) حنين بن إسحاق العبادي (١٩٤ - ٢٦٠ هـ = ٨١٠ - ٧٣ م) مترجم وطبيب ومؤرخ من أهل الحيرة في العراق، ومات في بغداد.
(٣) أحمد بن يوسف بن إبراهيم البغدادي المصري (... - نحو ٣٤٠ هـ = ... - نحو ٩٥٢ م) والمعروف بابن الداية. من الكتاب الفصحاء. أصله من بغداد، وهاجر إلى دمشق، واستقر بمصر. من مؤلفاته: "السياسة لأفلاطون".
(٤) نشره بالطبع جميل العظم.
(٥) قسطا بن لوقا البعلبكي (... - نحو ٣٠٠ هـ = ... - نحو ٩١٢ م). رومي الأصل، يعرف اليونانية. وتوفي في أرمينية. له تصانيف كثيرة.