للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا تنفذ الأمور؟ -: "لا تعجل يا بنيّ؛ إني أخاف أن أحمل الحق على الناس جملة، فيتركوه جملة، وتكون فتنة".

وقول معاوية (١) بن أبي سفيان: "لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة، ما انقطعت".

وقوله: "إني لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم، ما لم يحولوا بيننا وبين سلطاننا".

وقوله: "والله لا أحمل السيف على من لا سيف له، وإن لم يكن منكم إلا ما يشتفي به القائل بلسانه، فقد جعلت له ذلك دبر أذني، وتحت قدمي".

وقول المهلب (٢) للحجّاج (٣) -حين كتب إليه يستعجله في حرب الأزارقة-: "إن من البلاء أن يكون الرأي لمن يملكه دون من يبصره".

هذا نموذج من كلماتهم السياسية المقولة على البداهة، ولو أخذنا نملي عليك من أنبائها، لأخرجنا بها كتاباً قيماً، ولو تناولها ذو فكر خصب


= نشأ في المدينة المنورة، وتوفي بدمشق.
(١) معاوية بن صخر بن حرب (٢٠ ق. هـ - ٦٠ هـ = ٦٠٣ - . ٦٨٠ م) من دهاة العرب، ومؤسس الدولة الأموية في الشام. ولد بمكة المكرمة، وتوفي بدمشق.
(٢) المهلب بن أبي صفرة (٧ - ٨٣ هـ = ٦٢٨ - ٧٠٢ م) من الأمراء الولاة. ولد في دبا، ونشا بالبصرة، وتوفي بخراسان.
(٣) الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي (٤٠ - ٩٥ هـ = ٦٦٠ - ٧١٤ م) قائد، داهية، خطيب: ولد في الطائف، وتوفي بواسط.