للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانضم إلى الجبهة أكثر اللاجئين السياسيين المقيمين في مصر، ونخبة من المناضلين المغاربة من الحزب الحر الدستوري التونسي، وجمعيات العلماء المسلمين الجزائربين، وحزب الشعب الجزائري، وعدد من المستقلين والعاملين في الدعوة الإسلامية، أمثال: الفضيل الورتلاني، ومحيي الدين القليبي. ومن المؤازرين لها: أحمد تيمور باشا - رحمه الله -.

لم يرق لبعض السياسيين أن تستمر الجبهة برئاسة شيخ يلبس الزي الأزهري، ويضع على رأسه العمامة، ويخاف الله في السر والعلن، ويجعل من قضايا المغرب العربي قضايا إسلامية بالمرتبة الأولى. ووجدوا أنفسهم في الصفوف الخلفية من الاستعراضات أمام عدسات التصوير وفي المنتديات والنوادي.

ولم يكن ممكناً أن ينزعوه من رئاسة الجبهة؛ لمكانته السامية في قلوب المغاربة والمصربين على سواء. فعمدوا إلى الانشقاق عنها ومحاربتها، وإقامة منظمات أخرى، وتنازعوا، وذهب ريحهم، وتفرقوا إلى مكاتب، وتفرق المكتب إلى تكتلات. مما لا فائدة ترجى من تفصيله هنا.

رأى الإمام أن هذا الصراع بؤرة فاسدة لا تؤدي إلى خير، وأنه هو الشيخ الوقور، والعالم الزاهد، والمجاهد الصامت، لا يعنيه مثل هذا التكالب والتناطح، ووجد نفسه أنه قد أدى الأمانة، ونصح الأمة، وفي جعبته أعمال جليلة أخرى يخدم بها رسالة الجهاد والإسلام (١).


(١) قال أحد الكتاب في جريدة "أفريقيا الشمالية" تونس - العدد ٢٧ الصادر في ٢٩ جويليه الموافق ١٥ شوال (سنة ١٩٥٠ م - ١٣٦٩ هـ):
"فيما يتعلق بشخصية مفخرة المغرب الإسلامي العلامة الجليل الشيخ الخضر =