للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم قال: "ولذلك جاءت تفاسير العلماء من لدن نزول التوراة إلى نزول البيان (١) تافهة باردة عقيمة جامدة، بل مضلة مبعدة محرفة مفسدة،.

كنا نود أن نصرف القلم عن نقل مثل هذا السخف، ونصون صحف الكتاب عن أن تحمل لقرائه شيئاً من الزيغ والالحاد في آيات الله، والاعتداء على علماء الإسلام الذين رفعوا منار الحق، وأذاقوا بحججهم أعداء الإنسانية عذاباً أليماً، ولكن دعاة هذا المذهب قد استهووا فريقاً من أبناء المسلمين، وأصبحوا يدعون إلى مذهبهم في النوادي، ويتحدثون عنه في الصحف، وألفوا كتباً تقع في أيدي بعض الشباب، فذلك ما اضطرنا إلى أن نبسط القول في بيان نحلتهم، وسرد أقوالهم؛ حتى يكون المسلمون على بينة من أمرهم.

لهج البابية البهائية مقتفين أثر إخوانهم الباطنية بهذا النوع من التأويل؛ ليدخلوا منه إلى العبث في تفسير القرآن والحديث، وصرفهما عما يراد بهما من حكمة وهداية.

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩].

أنزل الله القرآن بلسان عربي مبين، ودلنا على أن الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - يقوم ببيان ما خفي على الناس علمه، فقال تعالى:

{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤].

وما زال السلف من الصحابة والراسخين في العلم من بعدهم، يفسرون القرآن بما يووونه عن الرسول - عليه الصلاة والسلام -، وبما يفهمونه منه


(١) هو الكتاب الذي وضعه ميرزا علي محمد الملقب بالباب.