للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذ عزله عمر بن الخطاب عن الإمارة العامة للجيش الفاتح للشام، ووسد الأمر إلى أبي عبيدة بن الجراح، ورأى خالد أنه إنما يجاهد في الله، فسلم الإمارة إلى أبي عبيدة راضياً، واستمر على القتال تحت راية أبي عبيدة بإخلاص.

* تحامي الاختلاف المؤدي إلى الشقاق:

الشقاق يبعد ما بين النفوس، ويذهب بروح التناصر، فيفعل بالجند ما لا يفعله به عدو شاكي السلاح، وقد حذر القرآن المجيد منه، فقال تعالى:

{وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: ٤٦].

والآية تحذر من أن يقع تنازع بين أمراء الجيش، أو بين أفراده، أو بين الجيش وأمرائه؛ فإن ذلك كله موقع في فشل، وليس بعد الفشل إلا التقهقر، ثم ملاقاة ما يعقب هذا التقهقر من صَغار واستعباد.

ويتحامى الاختلاف الممقوت بالإغضاء عن الهفوات، ومقابلة كثير من المكروه بسعة الصدر، وطرح المسائل التي تكون منشأ الخلاف على بساط المحاورة في هدوء وسكينة، والدخول إلى بحثها من باب الإنصاف، والقصد إلى معرفة وجه الصواب، وأبعدُ المجاهدين عن التنازع من جعلوا نصب أعينهم ومناطَ هممهم رفعَ لواء الحجة وسلامة الأوطان، فهؤلاء هم الذين يسابقون إلى كل ما يحقق هذا الغرض المجيد، ويتحامون كل ما يمكن أن يكون عثرة في سبيله.

* التخلف عن الدفاع:

إنما ينهض الرجل للحرب دفاعاً عن قومه ووطنه؛ ليسلم له دينه وعرضه، وليتمتع بحياة الكرامة، فتخلفُه عنها وهو يستطيع أن يشهدها دليلُ ضعف