للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل منهما الصيام الواجب، ويقضي المريض الأيام التي أفطر فيها عندما تعود إليه صحته، كما يقضي المسافر أيام إفطاره عندما ينقطع سفره، قال تعالى:

{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: ١٨٤].

والإذن في الفطر للمسافر من قبيل حفظ الصحة؛ فإن السفر مظنة التعب، والتعب من مغيرات الصحة، فإذا وقع فيه الصيام، ازداد التعب، فيزداد تغير الصحة.

وحرَّم القرآن الدم، ولحم الخنزير، والميتة، وما ألحق بها من المنخنقة، والموقودة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع، وسر هذا التحريم: أنها مؤثرة في الصحة كما بين هذا الأطباء في القديم والحديث، وقد تحدث الأطباء في هذا العصر عن مضارها من جهة الصحة بأوسع بيان.

وحرَّم القرآن مباشرة الحائض، وقد بسط الأطباء أيضاً في مضار هذه المباشرة بها من جهة الصحة؛ مما يدل على أنه تحريم شارع حكيم.

وحرّم القرآن الخمر، والزنا، وما يشبه الزنا، ولهذه المحرمات مضار صحية، علاوة على المضار الاجتماعية، وكذلك فعل الأطباء اليوم، فكشفوا القناع عن هذه المضار الصحية، فنترك الكلام عن هذه المضار لحضرات الأطباء المحققين.

في "الكشاف": يحكى أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق، فقال لعلي بن الحسين بن واقد: ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان: علم الأبدان، وعلم الأديان، فقال له: قد جمع الله الطب في نصف آية من كتابه، قال: وما هي؟ قال:

{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} {الأعراف: ٣١].