للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنه لم يمت، وأنه في جبل رضوى، وعنده عين من ماء، وعين من عسل، يأخذ منهما رزقه، وهو المهدي المنتظر.

ومنهم من اعترف بموته، وقال: إن الإمامة من بعده انتقلت إلى ابنه أبي هاشم عبد الله.

وقال آخرون: انتقلت إلى ابن أخيه علي زين العابدين بن الحسين، وقالوا: يجوز البدء على الله تعالى، وهو أن يريد شيئاً، ثم يبدو -أي: يظهر له غير ما كان ظاهراً له (١) ومن لوازم هذا المذهب: أن لا يكون الله -جل شأنه- عالماً بعواقب الأمور.

* الغلاة:

هم فرقة خرجوا بالتشيع من الدين الحنيف؛ كالفرقة التي تعتقد في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، أو أحد من آل البيت، أو زعيم مذهبهم: الإلهية، أو النبوة؛ مثل: البيانية أتباع بيان بن سمعان التميمي (٢) الذين يقولون: إن


= إلى كيسان، وهو لقب المختار بن أبي عبيد رئيس هذه الفرقة. وقال آخرون: نسبة إلى كيسان أبي عمرة مولى بجيلة الذي كان من أنصار المختار بن أبي عبيد ورئيس شرطته؛ وأشار ابن حزم في كتاب "الفصل" إلى الكيسانية، وقال: وكان رئيسهم المختار بن أبي عبيد، وكيسان أبو عمرة، وغيرهما، يذهبون إلى أن الإمام بعد الحسين هو أخوه محمد بن الحنفية، وهذا الوجه أقرب مما قبله.
(١) سبب هذا الزعم فيما حكاه صاحب كتاب "الفرقة": أن المختار كان يدعي نزول الوحي عليه، وأنه موعود بالنصر، فلما انهزم جيشه في حرب دارت بينه وبين مصعب بن الزبير، قال له أصحابه: ألم تعدنا بالنصر على عدونا؟ قال: إن الله وعدني ذلك، لكنه بدا له.
(٢) رفع أمره إلى خالد بن عبد الله القسري، فقبض عليه، وصلبه، وقتله صلباً.