للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابنه هذا في مدرسة من المدارس الأجنبية، فأزاغوا عقيدته، ويلغ به الحال أن صار يدعوني وأمه إلى النصرانية، ثم رغب إلى الأستاذ وهو مملوء حزناً وندماً أن يعالج قلب هذا الغلام، ويعرض عليه محاسن الإِسلام لعله يزكى.

وقد عرف القراء اليوم نبأ ذلك القسيس الذي صدرت صحف هذا الشهر، شهر الصيام، طافحة بإنكار ما قاله وهو في درس يلقيه بإحدى هذه المدارس طعناً في الإِسلام، ملأ فمه بالطعن في الدين القيم دون أن يحترم شعور بعض أبناء المسلمين الذين سيقوا إلى الجلوس بين يديه، وقد حملت الغيرة أحد الطلاب الذين لا تزال فيهم بقية من إيمان على أن أنكر قوله، وفضح أمره، وإن في ذلك لعبرة لقوم يؤمنون.

ونحن لا نكثر من الإنكار على ذلك القسيس، ولا على القائمين بشؤون هذه المدارس، فإنهم يقضون حاجة في نفوسهم، أو ينفذون خطة رسمت لهم، وإنما نوجه إنكارنا، بل موعظتنا إلى إخواننا المسلمين الذين يقذفون أبناءهم في بيئة لا يخرجون منها إلا وقد غشي نفوسهم ضلال، من فوقه ضلال، ومن فوقه لوثة أخلاق حقيرة: ظلمات بعضها فوق بعض، ولظلماتُ الآخرة أشد وأبقى.

* مجلة الرابطة تزعم أنها لا تنصر دينا على دين (١):

تقول مجلة "الرابطة الشرقية" (٢) في عددها الثالث: "وقد أخذت مجلتنا على نفسها بأن تكون لسان الشرقيين جميعاً، لا تفرق بين أديانهم وأجناسهم، ولا تنصر ديناً على دين".


(١) مجلة "الهداية الإِسلامية" - الجزء الخامس من المجلد الأول.
(٢) مجلة كانت تصدر بالقاهرة.