للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بما يستطيع من معونة، عسى أن تخفف عن أولئك المنكوبين وقع الكارثة التي غَلَّت أيديهم، وأكلت لحومهم، وشريت من دمائهم.

يكفينا في إثارة عواطف الأمة المصرية الكريمة لمساعدة منكوبي فلسطين أن نعرض عليها حال أولئك الأطفال والنساء والمستضعفين من الرجال؛ لأننا نعلم أن بين جوانحها أفئدة رقيقة، ونفوساً سباقة إلى الخير، ولكننا نذكِّرها -بعد هذا- بحق الجوار، وبواجب الدين الذي يدعو إلى التراحم والتعاون عند الشدائد، وإذا كان لرضا الخالق وسائل، فالتراحم من أقرب وسائله، وإذا كان للتراحم مظاهر، فمعونة المنكوبين من أجلِّ مظاهره.

ونذكّر الأمة المصرية الكريمة بتاريخها المجيدة فإنه يشهد بأن لها في رعاية الجوار، والعطف على شعوب الشرق مواقف محمودة، والأمة المشهود لها بالزعامة، والطامحة إلى أن تكون أعلى ذروة من المجادة كالأمة المصرية، يسرها أن تعمر حاضرها كما عمرت ماضيها بالهمم العظيمة، والأيادي البيض، والمكارم التي تلبسها أطواق الشكر والثناء.

وستشارك جمعية الهداية الإسلامية في هذا السبيل بما يتيسر جمعه من حضرات أعضائها وأصدقائها معتبرة بقوله تعالى:

{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٩].

* فاتحة السنة التاسعة (١):

نحمدك اللهم على أن أريتنا سبيل الرشد واضحاً جلياً، والصلاة والسلام


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول من المجلد التاسع.