للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمعتصم في بلوغ الآمال.

* حفلة تكريم رئيس مجلس الشيوخ (١):

سادتي! هذه جمعية إسلامية أدبية، وقد أخذت على نفسها منذ نشأت أن لا تتعرض للشؤون السياسية، ولا سيما شؤون السياسة المصرية، وقد مضى على إنشائها تسع سنين، وهي سائرة على الخطة التي رسمها أعضاؤها المؤسسون، ولا أكتمكم أن أعضاء الجمعية -شيوخاً أو شباباً- قد تختلف آراؤهم في بعض المسائل السياسية، وقد تذهب عاطفة هذا إلى ناحية، وعاطفة ذاك إلى أخرى، ولكنهم يدخلون دار الجمعية برأي واحد يرمي إلى غاية واحدة هي إعلاء شأن الثقافة الإسلامية الصحيحة، والجهاد في سبيلها بالحجة وحسن البيان.

وإذا أكبرت الجمعية ذا شخصية بارزة، فإنما تقدر فيه صدق الإسلام وأدبه، فإذا قامت اليوم تحتفل بتكريم الأستاذ الكبير محمود بسيوني، فلأنها عرفت فيه نفساً نشأت على هدى وسيرة نقية، ولأن سعادته يحمل عاطفة شريفة، عاطفة من يقول:

وأتعب إن لم يمنح الناس راحة ... وغيري إذا لم يَتْعَب الناس يَتْعَبُ

وتلك العاطفة هي التي جعلته يسعد ذوي الحاجات، ويبذل جاهه ووقته في قضاء مآربهم من غير سآمة ولا منة.

نعم، نحتفل اليوم بتكريمه؛ لأن لنا الأمل الوثيق أن يصرف جانباً من


(١) مجلة "الهداية الإسلامية" - الجزء الأول من المجلد التاسع. أقامت جمعية الهداية الإسلامية حفلة تكريم للأستاذ محمود بسيوني رئيس مجلس الشيوخ المصري. وألقى الإمام هذه الكلمة.