للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونقرأ في تاريخ علي باي بن حسين بن علي: أنه كان مشتركاً في العلوم، وكان يصطفي العلماء.

ويقص علينا التاريخ: أن طائفة من العلماء كانوا قد رحلوا إلى تلقي العلم بالأزهر؛ مثل: علي بن موسى الأندلسي، ورد الأزهر، فأخذ عن الشيخ الأجهوري، وعبد الباقي الزرقاني، ومحمد الخرشي، وعاد إلى تونس بعلم كثير.

ومن أعلام هذه المئة الشيخ محمد زيتونة، والشيخ محمد الخضراوي، والشيخ حموده فتاتة، ونجم الدين المعروف بابن سعيد صاحب "حواشي شرح الخيصي"، "للتهذيب وحواشي شرح الأشموني للخلاصة".

وفي ذلك القرن كان للأدب سوق نافقة، وظهر فيها الشاعران: علي الغراب الصفاقسي، ومحمد الورغي، بل نجد في أشعار أهل العلم جزالة وإحكام نسج.

وأذكر من شعر الشيخ ابن سعيد قوله يشكو حساده:

ومالي ذنب عندهم غير أنني ... إذا شئت قلت الشعر وهو رقيق

وإن خضت في بحر من العلم لجَّ بي ... تطاير دُرٍّ فوقه وعقيق

خليلي هل يجني على المرء مجده ... فإني بالمجد العريق حريق

وأذكر من شعر الشيخ حمودة بن عبد العزيز يتحدث عن الحرب:

فلا وأبي لا يبلغ المجد عاجز ... يعلل نفساً بالأماني الكواذبِ

ولكن فتى قد جرَّد السيف طالباً ... به من حقوق الحمد أسنى المطالبِ

يهاب الدنايا أن تدنس عرضَه ... وليس لأسباب المنايا بهائبِ